الاثنين، 8 يوليو 2013

الغرق في السريالية





 دوائر الدخان تلتف كمشانق حول عنقك عينان زائغتان تدوران تبحثان عن منفضة سجائر تطفئ فيها أحزانك، التقط أنفاسك فصوتهم عال و انت تائه زائغ تتوسل إليهم في غمغمة لها طعم الصمت الخانع ان يكفوا،  لقد بدءوا في قرع النحاس و صب كأس من صلب مصهور سائل صنع تمثالا حاكى فيه "ألبرتو جياكومتي"، قرع الباب ايذاناً بالرحيل و لكن كيف له أن يرحل وهو موصد بأوتاد مثبته الي مركز الأرض، تذكرت وقتها كيف قال له مدرس الدين ذا الشنب المحدد بدقة ان الكعبة هي مركز الأرض وأن أبو بكر الصديق كان يطيل شعره في المقدمة صانعاً " بانك"، قُد جسدك من بازلت ناري داكن قد تصخر قد كون قواطع حادة خشنة غير مشذبة بعض الثقوب صنعت ليمر الريح؛  يصفر.. يصفر في نحيب يصرخ في جزع كلوحة "مونش"، هل وجدوها بعد أن سرقت؟!، وجدوا شاباً وقد لف طعامه في اسكتش "مونش"  وبقايا الزيت قد صنعت بقعاً.. بقعاً خرجت من فم الرجل الذي يصرخ صرخة أبدية، لا تسكت هل انتهى العازفون من التدريب إذن فليغادروا المسرح لقد امتلأت خشبته بآثار أقدامهم الموحلة من المطر.. مطر لحيم صهر الإسفلت وقد غاصت أقدامهم حتى المنتصف. استحالت الي قار تفتت لاحقاً بفعل الشمس، صرخ في ثلة من الصحفيين من أكلى لحوم البشر حاملي الكاميرات هلا تغلقوا عليها الباب وترحموا ضعفها في أيامها الأخيرة ما عاد يصفق لها أحداً سقطت أهدابها على الأرض وقرض الفأر جماهيرها، أصبحوا قطع ليجو غير مكتملة مبتوري الرؤوس، تسللت وسط المقاعد المجلدة بالقطيفة الحمراء المثقوبة بفعل السجائر وحاول أن يهز سيدة جميلة قد تآكلت أطرافها فسقطت على الأرض متناثرة كمانيكان قديم في أحد محلات وسط البلد، محلات مجافية للذوق تسطع بكرنفال غير متناسق من الألوان و الإضاءة، لماذا يداهمه ليلاً و هو يرتعش هذا الحلم العجيب ؟!، فأر عملاق كالكراكن يقضم سور الصين العظيم. قطع ملونة متناثرة في قاع بئر كلما أغمض عينه حاول أن يكمل قطع البازل الناقص، لماذا وقف ليلاً بعد انتهاء مواعيد الزيارة وإسدال الستار و طرد الزوار يقرع الباب بيدين لا يكلا طالباً أن يلقى نظرة على لوحة، أدخله الحارس من خلال مواسير التكييف، تجمد في المنتصف كالألمان وهم على أعتاب ستالينجراد حيث دارت رحى المعركة و تناثرت بقع الدم على الثلج و دقت عظام الرايخ الثالث، دخلت أفواه من القوارض لتُعمل أسنانها في جسده الذي ينتفض من البرودة، حاول أن يلقى نظرة أخيرة من الكوة الي اللوحة ولكنها دموع الموديل تفاعلت مع النسيج و ذابت فيه فتحولت من لوحة كلاسيكية للوحة تأثيرية، ظل يحدق محاولاً تبين الوجه الذي ساح كساعات "دالي"، يتذكر عندما كان صغيراً كان يتسلى بحرق الوجوه البلاستيكية وينتشي وهو يشاهدها تنثنى حتى تخبو النار وينكمش البلاستيك متخشباً صانعاً تكويناً جديداً، وعندما فقد الشعور بقدميه كانت تودعه بنصف فم وأنف متآكل. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق