الجمعة، 19 أبريل 2013

أنا و هُم



 تستيقظ مع أنك لم تنم قط رأسك المعلقة كرجل شنقوه للتو،  رموه في حفرة مع بقية الجُندِ الذين تفتت جثتهم وهم ينتظرون دفنا يليق بهم.

وجهك كشجرة الخروب لا فرح فيها ولا رائحة، تشرب فنجانك وتدس الكثير من الكافيين حتى تستعد لكارثة أخرى تدعى يوما جديدا، تشربُ من رئتيك لأن فمك من يوم ما أقلعت عن الحديث وهو مقيد بخيوط سلكية حادة، يداك تمتد إلى قطعة الخبز وتخبو فيك العضلة، أنت لا تريد أن تفطر لا تريد أن تتقمص الدور الطبيعي أيها اللاطبيعي، تنظر لساعتك التي بقي ظلها على معصمك منذ وُلدتَ، لايزال الوقت باكرًا  -هكذا تقول دوما-  مع أن الوقت دوما متأخر عن كل شيء، و أنت لا تفهم، لا تفهم لا تفهم. 

تبحثُ عن أقراص آلام الرأس، تلك الآلام التي أصبحت أكثر التصاقا بك منذ كشفت غطاء المستور، منذ حلفت أن تذخر روحك لكل عيب ستعلقه على النوافذ دون أن تخجل أو تتقلد مكارم الأدب.

صباحك هذا كأي صباح، تنظر لأمك التي ترى أنك نشيط أكثر من اللازم، تتماهى في أشغالها المطبخية دون أن تقول لك صباح الخير ، لأنها تعلم -جليا- أنك كائن متشائم، إخوتك المسافرين كل إلى مكان، منهم من أدار محرك سيارته دون أن يوجه لك دعوة لأنه يعلم -مسبقًا- أنك كائن كئيب، فيأخذ مقوده إلى مكان بحري، تعلم أنك لن تستمتع فيه لأن الناس لن تتواجد هناك سوى لإلقاء نكات سيئة الطعم، أنت لا تحب النكات ومع ذلك وجهك وجه بهلوان قاتل، تتسبب في الفوضى و في انتكاسة كل شيء أخضر. 

أنت الذي عوض أن تبتسم في وجه الفلاشاتِ التي أديرت من حولك احتفاء برجوازيا، نفخت شدقيك بالبرود،  ووضعت نظارتك إمعانًا في تقليد أي شخص يعتقد أنه صاحب رسالة شريفة، مع أنه ضاجعها كل ما سنحت له الشيم العرجاء بذلك ، " نكدت " عليهم الليلة الله ينكد عليك، ولأنك منذ بدأت تحاور الأشباح على الأحياء، قطعوا أهلك الصلة بك كليا، بل إنهم كثيرًا ما يطرقون باب غرفتك -فقط- ليتأكدوا أنك لم ترتكب حماقة ما، كأن تعتقل إحدى أفكارك و تجلدها إلى أن تتحول الغرفة لمائدة من الجياع و الدماء و الأشلاءِ و القناني المتأكسدة بالإنفجار. 


و تكتب: كأن الكتابة ستهرب، وكأنك تهتم كثيرًا لهذا الأمر، وكأنك لازلت تختم الحروف بعبارة ضخمة و منتفخة، و كأنك قادر على أن تقول للعالم أنظروا إني لا أخشى أن أقدم لكم عريَ افكاري وأدعوكم لأن تتقرفصوا إلى أن أقطع الخيط الشرفي لحفظ ماءِ الرزانة، أنت الذي لا تعلم كيف تستقطب سوى الأعداء، لم تصلح يومًا لأن تحتفظ بصديق، ليس لأنك سيء و لكن لأن طعمك يشبه طعم بيضة فقست قبل الآوان و تجلط ماؤها و أصبح غورًا، لا أنت أمسيتَ كتكوتاً ولا أنت دنوت لتصبح ديكا و لا أنت حتى علمت من أنت.


لتقول لنفسك بتعجرف :
.You selfish bitch; I hope you fucking burn in hell for this shit 

و كل الشياطين من حولك تقول : آمين.
و تبتسم بعد كل ما قلته أعلاه.!

هناك تعليق واحد: