السبت، 6 يوليو 2013

ميلودراما اليسار

على الهامش، نحن للأسف الهامش.


نحن من لا تصنيف لهم، نحن أول من طلب مقاطعة الإخوان في الإنتخابات، و بكل تأكيد نحن لم نقفز فرحاً وطرباً عند سماع خبر خلع مرسي، نحن من رأينا وجهة الفنجري وهو يحيى الشهداء مرسوما على وجهه السيسي فضحكنا على سخرية التاريخ، نحن من يقفذ لخيالنا صوت جدع يا باشا مع كل تحية للشرطة، نحن من يغرق وجهوهم الدماء ويشعرون بطعمه مع كل هتاف للشرطة، نحن من ينكمش قلوبهم كورقة جرائد ملتطخة بالدم في أحداث ماسبيرو مع كل تهليل لطائرات الجيش، نحن من يشعر بنقص في الرجولة أو إنعدامها عندما نرى فتاة مجلس الوزراء تتعرى ثانيا مع كل ضوء فلاش لصورة شخص مع مدرعات الجيش، نحن من يشعر أنه يكفى للإخوان أن جلعوا الشعب يرى الدماء بينه وبين الجيش والشرطة ماء، كي تسبهم صباحا ومساء، نحن الذين لم نفرح ولم نحزن، نحن من لم يقفوا بين بين، نحن الذين لا ننسى، نحن الذين اصبحوا لا يطمئنوا للفرح، ويفتشون فيه عن الخديعة، نحن الذين لا يصنفون على الخائنين وعلى حماة الوطن، نحن الذين لم كفرنا بالأمل بعد ما رأينا العبث، ونحن أيضا الذين مازالو ينتفض قلوبهم مع كل نقطة أمل، أي نعم نحن نرجع إلى كفرنا مرة ثانية سريعاً حاملين جروح جديدة، نحن الذين في هذه الأجواء المفرحة والمتخبطة نهرب من الزحام إلى عالمنا الخاص، ليس عالم موازي، إننا لا نعرف نهاية هذا العالم كي نبني عالماً موزاياً، ولا حتى عالماً معاكس، فنحن أيضا لا نعلم ما هو طريق الذي يسكله هذا العالم كي نمشي عكسه، إنه عالم صغير ثابت المكان، مرتفعون على الأرض قليلا.

 لنترك الخيال يسبح مع قطعة موسيقى، يفكر في بيت شعر غير مفهوم، يهيم في خصلة شعر لفتاة مجهولة، يدخل في حرب مع دخان السيجارة لينتصر ثم لا يلبس أن يتضامن مع السيجارة ويتهم نفسه بالشر المبرر، نحن من نصارع النفس بالنفس.
 نحن هنا لا تمثل فئة أو مجموعة، نحن هنا تعود عليّ، أنا بما تحمل من أشخاص من كل فج، وأفكار مضادة لبعضها البعض، ووحدة متوحشة كهف مهجور أنا الهامش وسأظل الهامش لهذا العالم القبيح.

هناك تعليق واحد:

  1. نحن الذين اصبحوا لا يطمئنوا للفرح، ويفتشون فيه عن الخديعة

    تقريبًا البوست يختصر حالتي اتجاه كل هذا الصخب والصدمة الخارجية

    :)

    ردحذف